Connect with us

Blog

أخبار عاجلة: أعلن اللاعب السابق في نادي الأهلي علي معلول عن خبر مفاجئ أثار ردود فعل واسعة من جماهير الأهلي بسبب…

Published

on

Oplus_131072

علي معلول، اللاعب التونسي الذي ارتبط اسمه بالنادي الأهلي المصري منذ انتقاله إليه، لطالما عبّر عن امتنانه الكبير لما وجده داخل هذا الكيان العريق من دعم واحتواء وتقدير. فمنذ اللحظة الأولى التي وطأت قدماه أرض القاهرة، شعر بأنّه لم يغادر بيته في صفاقس، بل كأنّه وجد امتدادًا طبيعيًا لعائلته ومسيرته الكروية. كان يخشى في البداية أن تكون الغربة صعبة، وأن يواجه تحديات التأقلم مع ثقافة مختلفة وجماهير جديدة وضغوط مضاعفة، لكن كل تلك المخاوف تلاشت سريعًا أمام حفاوة الاستقبال وروح الانتماء التي لمسها من الجميع في النادي.

الأهلي لم يكن مجرد فريق بالنسبة له، بل كان مدرسة في كيفية التعامل مع اللاعبين داخل وخارج الملعب. فقد وجد الاحترام والتقدير من الإدارة، والاحترام المتبادل بينه وبين زملائه، والتشجيع الدائم من الجماهير. هذه العناصر الثلاثة صنعت حالة من الراحة النفسية لعلي معلول، وجعلته يقدم أفضل ما لديه من مستويات. لقد شعر منذ البداية أن الأهلي لم يأتِ به لمجرد سد فراغ في مركز الظهير الأيسر، بل راهن عليه كقائد ومؤثر، وفتح أمامه أبواب التألق في البطولات الكبرى.

معلول يذكر دائمًا أن أجمل ما في تجربته مع الأهلي هو ذلك الإحساس بالانتماء الكامل، وكأنه أحد أبناء النادي الذين نشأوا بين جدرانه. الإدارة عاملته بحب، لم تبخل عليه بالثقة، ولم تجعله يشعر في أي لحظة أنه لاعب غريب أو مجرد صفقة عابرة. بل كان دائمًا أحد الأعمدة الأساسية في الفريق، واحدًا من الذين يوضعون في الحسابات الكبرى في كل بطولة وكل نهائي. لقد منحوه الثقة، والثقة كانت أكبر دافع ليبذل كل ما يملك من عرق وجهد في الملعب.

الجماهير كذلك، لم تتأخر في التعبير عن حبها. من أول مباراة خاضها بقميص الأهلي، شعر بصدق المشاعر التي تحيطه. كان يدرك أن جمهور الأهلي جمهور لا يرضى بالقليل، وأنه يطالب دومًا بالبطولات والألقاب، لكنه وجد أيضًا أنهم يعرفون من يجتهد ويقاتل من أجل الفريق. هذا الحب المتبادل صنع علاقة استثنائية بينه وبين مدرجات التالتة شمال. كثيرًا ما عبّر عن ذلك قائلاً إن جماهير الأهلي جعلته واحدًا منهم، وجعلته يشعر أن كل مباراة يخوضها هي مسؤولية شخصية تجاههم، وأن كل هدف يسجله أو تمريرة يصنعها ليست مجرد لحظة كروية، بل عربون وفاء ورد للجميل.

السنوات التي قضاها مع الأهلي حملت له ذكريات لا تُنسى. الفوز بدوري أبطال إفريقيا أكثر من مرة، والاحتفال في ليالي المجد مع الجماهير، كانت لحظات محفورة في قلبه. يتذكر كيف رفع الكؤوس وكيف شعر بالفخر وهو يرى آلاف المشجعين يهتفون باسمه. كان دائمًا يقول إن هذه المشاعر لا تُشترى ولا تُقارن بأي تجربة أخرى. لقد لعب في بطولات محلية وقارية وعالمية، لكن أن تربط اسمك بتاريخ الأهلي، فهذا بحد ذاته شرف لا يُقدر بثمن.

الأهلي أيضًا كان إلى جانبه في اللحظات الصعبة. في الإصابات، في الأوقات التي ابتعد فيها عن الملاعب، لم يشعر يومًا أنه مهمل أو متروك. بل كان يجد دائمًا الدعم النفسي والطبي، وكان يجد من يرفع معنوياته حتى يعود أقوى. هذه الوقفة الصادقة جعلته يدرك أن الأهلي ليس مجرد مؤسسة رياضية تسعى وراء الألقاب، بل هو عائلة حقيقية تحرص على كل فرد فيها.

وما زاد من حبه للنادي أن الأهلي لم يكتفِ بمنحه الفرصة كلاعب، بل ساعده على أن ينضج أكثر كشخص. احتكّ بثقافات مختلفة، وتعلّم من خبرة زملائه، وعاش في بيئة تنافسية قوية جعلته يتطور باستمرار. لقد وجد نفسه ليس فقط لاعبًا أفضل، بل إنسانًا أكثر مسؤولية وأكثر وعيًا بقيمة العمل الجماعي والانضباط.

علي معلول لم يخفِ يومًا أن الأهلي كان نقطة التحول الأهم في مسيرته. لقد جاء من الصفاقسي كنجم في بلده، لكنه مع الأهلي أصبح اسمًا معروفًا في القارة كلها، وصار واحدًا من أبرز الأظهرة في تاريخ النادي. كل ذلك ما كان ليحدث لولا البيئة التي وفرها له النادي، ولولا الدعم الذي منحه إياه كل من حوله.

كثيرًا ما يُسأل معلول عن سر استمراره الطويل مع الأهلي، فيجيب بأن السر بسيط: عندما تجد الاحترام، والحب، والنجاح، فلا تبحث عن شيء آخر. لقد عرضت عليه أندية أخرى، وجاءته إغراءات مالية، لكنه كان يقول دائمًا إن الأهلي بالنسبة له ليس عقدًا يُفسخ أو يُجدد، بل هو قصة انتماء وعشق. وما دام يشعر أنه قادر على العطاء، فهو لن يتردد في البقاء بين جدران القلعة الحمراء.

الحقيقة أن علي معلول لم يكن مجرد لاعب أجنبي جاء ليحترف في مصر، بل أصبح جزءًا من هوية الأهلي. صار رمزًا للالتزام والروح القتالية، وصار قدوة للاعبين الجدد الذين ينضمون للنادي. الكل يعرف أن تجربة معلول مع الأهلي ليست فقط مسيرة نجاح فردية، بل دليل حي على أن الأهلي يعرف كيف يحتوي لاعبيه ويجعلهم يذوبون في منظومته.

وفي كل مرة يتحدث فيها عن تجربته، يُكرر أن الأهلي عامله بإنسانية قبل أن يعامله باحترافية. لقد شعر أنه فرد من عائلة كبيرة، وأن هناك رابطًا أبعد من المستطيل الأخضر. هذا الرابط هو الذي جعله يضحّي في بعض المباريات وهو مصاب، أو يضغط على نفسه ليلعب رغم الإرهاق، فقط من أجل أن يرى جمهور الأهلي سعيدًا، ومن أجل أن يرد الجميل للنادي الذي منحه كل شيء.

علي معلول يعلم أن مسيرته الكروية تقترب يومًا بعد يوم من نهايتها، لكن ما يطمئنه أن مكانته في الأهلي لن تزول. فهو يعرف أن التاريخ سيذكره كواحد من اللاعبين الذين تركوا بصمة قوية في النادي، ويعرف أن الجماهير ستظل تردد اسمه حتى بعد أن يعتزل. وهذا هو الإرث الحقيقي الذي سيحمله معه: حب الناس ووفاؤهم.

لقد قالها بصراحة في أكثر من مناسبة: “الأهلي غيّر حياتي.” ليس فقط من ناحية الألقاب أو المال، بل من ناحية التجربة الإنسانية الكاملة. فقد تعلّم أن النجاح لا يُبنى بمجهود فردي، بل يحتاج إلى منظومة تؤمن بك وتدعمك. وهذا بالضبط ما وجده مع الأهلي. ولذلك، سيظل ممتنًا ما عاش، وسيروي دائمًا أن الأهلي لم يكن مجرد محطة في مسيرته، بل كان القصة الأجمل فيها.

Click to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Trending